26 شوال 1445 هـ   5 أيار 2024 مـ 10:15 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-04   968

حق الأسير

إما حق الإسير... فأن إنسانية الإسلام اتجاهه لا تحدها حدود ولا تقيدها قيود، وهي لازمة إنى كان الزمان والمكان والكيف، ومن ذلك حالات الحروب التي تُجاز فقط لكونها حروب دفاعية، ومع ذلك ألزم الإسلام المسلمين توخي الإنسانية في التعامل مع العدو ـــ أيا كان العدو وأيا كانت اساليبه وأدواته ـــ ومن ذلك مثلا منعه من استخدام الضرورات للعدو بغية اخضاعه؛ كمنعه من الماء او حرق المزارع او تسميم الأطعمة او استخدام الأسلحة المحرمة؛ عادا كل ذلك تعديا غير مسوغ بأي حال من الأحوال ((وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾)(البقرة ـــ190)، ومن ذلك ضمنا؛ المنع من قتل الأفراد غير المحاربين من العدو، فضلا عن نهي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم "عن قتل النساء والولدان في دار الحرب إلا أن يقاتلن"، كما أنه صلوات الله عليه وآله قد نهى عن "أن يُلقى السُمُّ في بلاد المشركين" بل وحذر من التمثيل بالقتلى تحت أي ظرف كان، ومن باب أولى فأنه حرص كل الحرص على إنسانية التعامل مع الأسير، ومن ذلك مثلا أنه صلوات الله عليه وآله كان قد فرق الأسارى بين أصحابه بعد أن أوصاهم قائلا :"استوصوا بالأسارى خيرا"، وعلى هذا؛ فإن حق الأسير أكبر من أن نحصره بهذه السطور.
ومن نافلة القول أن نبين إن الإسلام قد راعى تسمية الإسير عن غيره من خلال توقيتات خاصة بالمعركة، ابتنى على أساسها التعامل معهم، ومن ذلك النص الدستور العلوي المتمثل في قول الحق ((فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ))(محمد ـــ4)، إذ يمنع منعا باتا قتل الأسير، بل هو بين إطلاق السراح لوجه الله او الافتداء بالمال او البقاء على الأسر. 
كما شدد الإسلام على التعامل الإنساني مع الأسير بغض النظر عن انتماءه وطبيعة الحرب معه، وذلك بتجنب إيذاءه والضرر به، فضلا عن ضرورة إطعامه ((ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينا ويتيماً وأسيراً)) (الإنسان ـــ 8).

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م