| مراقد وشواهد | براثا.. مسجد النور وبئر الشفاء
2022-03-16 1910
براثا.. مسجد النور وبئر الشفاء
تاريخه
موضع مبارك وسط العراق، يغوص في عمق التاريخ، كان في العصر الإسلامي صومعة مسيحية، تحولت الى مسجد إسلامي، بعد إعلان راهبها المسيحي إسلامه، وذلك سنة 37 هـ -654م.
قصة الراهب براثا
ورد في الروايات أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي طريق عودته من معركة النهروان مع الخوارج، نزل أرضا قرب صومعةٍ للنصارى في وسط العراق (بغداد حاليا)، يقيم بها راهب مسيحي يقال له (براثا)، صلّى بها ومكث أربعة أيام، دار خلالها حوار بين الراهب براثا والإمام علي عليه السلام، أسلم على أثره براثا، بعد ان سأل راثا الإمام علي عليه السلام:
ـ هل أنت نبي؟
فأجاب الإمام عليه السلام:
ـ كلا
هل أنت وصي نبي؟
أجاب الإمام علي عليه السلام:
ـ نعم
فأسلم الراهب على أثر ذلك قائلا:
ـ إن لدي رواية في كتبنا تقول "لا يصلي في هذا الموضع الا نبيٌ أو وصي نبيّ"
ثم قال:
ـ قرأتُ أنّه يُصلّي في هذا الموضع إيليا أي (علي)، وصيّ البار ْقليط، أي النبي (محمّد)، ذلك النبيّ الأميّ الخاتم لما سبقه من أنبياء الله ورسله.
ومن ذلك اليوم، تحولت الصومعة الى مسجد إسلامي، وكان ذلك سن 37هـ الموافقة لسنة 654م، ثم رافق الراهب علياً الى الكوفة.
كان مسجد براثا في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين، مكانا يتعبد به المسلمون الشيعة، ويقيمون فيه صلواتِهم وشعائرَهم الدينية، وكان ذلك – بطبيعة الحال - يغيظ السلطات العباسية الحاكمة، حتى أقدم الخليفة المقتدر العباسي سنة 313هـ، الموافقة لسنة 925 م، على هدمه ومساواته بالأرض، واعتقال جميع من كان فيه، وكان ذلك في إحدى صلوات الجمعة، حيث كان يكتظ بالمصلين.
ثم أُعيد بناؤُه بعد فترة من الزمن، لكن الإقبال عليه كان قليلا، بسبب ملاحقة بني العباس المتواصلة للذين يرتادونه من أتباع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى أُغلق تماما بأمر السلطات العباسية سنة 450هـ، 1058م، ظل المسجد معطلا لفترة طويلة من الزمن، حتى حلول القرن العاشر الميلادي حيث تم بناءه من جديد.
وفي سنة 1375هـ، الموافقة لسنة 1950م من القرن الماضي، تصدت لتوسعته وإعادة إعماره نخبة من المؤمنين، على مساحة أرض بلغت أربعة آلاف متر مربع، ضمّت مسجدا ومقبرة وبعض الملحقات، وهي أقل مما كانت عليه مساحته في الماضي.
أهمية المسجد
يعتبر مسجد براثا إرثا دينيا وحضاريا كبيرا، يمتد الى عصور تاريخية قديمة، فقد ورد في الروايات، أن هذا الموضع قد زاره من قبل عدد من الأنبياء والصالحين، منهم النبي إبراهيم الخليل، والنبي دانيال، وذو الكفل، وعيسى بن مريم، ويوشع بن نون، عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
أقسام المسجد
يتألف المسجد من قاعة كبيرة للصلاة ومئذنتين وصحن وبئر ماء يعرف باسم بئر الإمام علي، كما يضم مقبرة قديمة، وكذلك مكتبة قديمة تحوي آلاف الكتب. كما اتخذ الشيخ المفيد من مسجد براثا مقرا له، وهو العالم الكبير من علماء المسلمين والشخصية الفذة، الذي عُرِف بتقواه وورعه وكثرة علمه، كان مدرسة فكرية وعقائدية كبيرة، شهد لها الموالف والمخالف، وكان يقصده العلماء والعوّام من مختلف الملل والنِحَل، وكان المسجد يومها مكتظ بالحلقات الدراسية لطلاب العلوم الدينية، له أكثر من ماِئتي كتاب في مختلف العلوم الفقهية.
موضع مبارك وسط العراق، يغوص في عمق التاريخ، كان في العصر الإسلامي صومعة مسيحية، تحولت الى مسجد إسلامي، بعد إعلان راهبها المسيحي إسلامه، وذلك سنة 37 هـ -654م.
قصة الراهب براثا
ورد في الروايات أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي طريق عودته من معركة النهروان مع الخوارج، نزل أرضا قرب صومعةٍ للنصارى في وسط العراق (بغداد حاليا)، يقيم بها راهب مسيحي يقال له (براثا)، صلّى بها ومكث أربعة أيام، دار خلالها حوار بين الراهب براثا والإمام علي عليه السلام، أسلم على أثره براثا، بعد ان سأل راثا الإمام علي عليه السلام:
ـ هل أنت نبي؟
فأجاب الإمام عليه السلام:
ـ كلا
هل أنت وصي نبي؟
أجاب الإمام علي عليه السلام:
ـ نعم
فأسلم الراهب على أثر ذلك قائلا:
ـ إن لدي رواية في كتبنا تقول "لا يصلي في هذا الموضع الا نبيٌ أو وصي نبيّ"
ثم قال:
ـ قرأتُ أنّه يُصلّي في هذا الموضع إيليا أي (علي)، وصيّ البار ْقليط، أي النبي (محمّد)، ذلك النبيّ الأميّ الخاتم لما سبقه من أنبياء الله ورسله.
ومن ذلك اليوم، تحولت الصومعة الى مسجد إسلامي، وكان ذلك سن 37هـ الموافقة لسنة 654م، ثم رافق الراهب علياً الى الكوفة.
كان مسجد براثا في أواخر القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين، مكانا يتعبد به المسلمون الشيعة، ويقيمون فيه صلواتِهم وشعائرَهم الدينية، وكان ذلك – بطبيعة الحال - يغيظ السلطات العباسية الحاكمة، حتى أقدم الخليفة المقتدر العباسي سنة 313هـ، الموافقة لسنة 925 م، على هدمه ومساواته بالأرض، واعتقال جميع من كان فيه، وكان ذلك في إحدى صلوات الجمعة، حيث كان يكتظ بالمصلين.
ثم أُعيد بناؤُه بعد فترة من الزمن، لكن الإقبال عليه كان قليلا، بسبب ملاحقة بني العباس المتواصلة للذين يرتادونه من أتباع الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، حتى أُغلق تماما بأمر السلطات العباسية سنة 450هـ، 1058م، ظل المسجد معطلا لفترة طويلة من الزمن، حتى حلول القرن العاشر الميلادي حيث تم بناءه من جديد.
وفي سنة 1375هـ، الموافقة لسنة 1950م من القرن الماضي، تصدت لتوسعته وإعادة إعماره نخبة من المؤمنين، على مساحة أرض بلغت أربعة آلاف متر مربع، ضمّت مسجدا ومقبرة وبعض الملحقات، وهي أقل مما كانت عليه مساحته في الماضي.
أهمية المسجد
يعتبر مسجد براثا إرثا دينيا وحضاريا كبيرا، يمتد الى عصور تاريخية قديمة، فقد ورد في الروايات، أن هذا الموضع قد زاره من قبل عدد من الأنبياء والصالحين، منهم النبي إبراهيم الخليل، والنبي دانيال، وذو الكفل، وعيسى بن مريم، ويوشع بن نون، عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
أقسام المسجد
يتألف المسجد من قاعة كبيرة للصلاة ومئذنتين وصحن وبئر ماء يعرف باسم بئر الإمام علي، كما يضم مقبرة قديمة، وكذلك مكتبة قديمة تحوي آلاف الكتب. كما اتخذ الشيخ المفيد من مسجد براثا مقرا له، وهو العالم الكبير من علماء المسلمين والشخصية الفذة، الذي عُرِف بتقواه وورعه وكثرة علمه، كان مدرسة فكرية وعقائدية كبيرة، شهد لها الموالف والمخالف، وكان يقصده العلماء والعوّام من مختلف الملل والنِحَل، وكان المسجد يومها مكتظ بالحلقات الدراسية لطلاب العلوم الدينية، له أكثر من ماِئتي كتاب في مختلف العلوم الفقهية.
الأكثر قراءة
25517
18661
13823
10674