26 شوال 1445 هـ   5 أيار 2024 مـ 10:15 مساءً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

 | أخلاقيات الإسلام |  الإسلام؛ سماحة وسلام
2022-08-08   441

الإسلام؛ سماحة وسلام

السلام هو حالة تطبيع العلاقات وتجنب الاحتكاكات التي تسبب التوترات مع الاطراف المحيطة، وبعبارة أخرى هو حالة اللّا حرب مع الطرف الاخر.
والسلام هو الاصل في الحياة، والحرب أمر استثنائي، أي أن السلام أمر كلّي، والحرب فرع جزئي، كما أن السلام يعني الحياة والحرب تعني الموت. 
وقد جعلت شريعة الإسلام، السلام هو أصل المعاملة بين المسلمين وغيرهم، وجعلت الحرب صدّاً للعدوان وحفظا للأديان والاموال والابدان. 
والسلام هو اسم من الاسماء الحسنى لله عز وجل، لذا فهو رمز للخير والعطاء، كما أن أحد أسماء الجنة هو دار السلام، ولكون الكلمة تدل على الخير والمحبة واللطف، صارت تحية المسلمين هي "السلام عليكم"، وجوابها " وعليكم السلام". 
الاسلام دين يؤمن بالسلام وينبذ الحرب والقتل والدمار، إذ ان الحرب تعني الموت والسلام يعني الحياة، وإن الله خلق الناس ليعيشوا لا ليموتوا، وهذا يعني ان الله مع السلام وضد الحرب.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو أن الاسلام إذا كان محبا للسلام مؤمنا به، فلماذا حارب النبي صلى الله عليه وآله الكفار والمشركين؟ والجواب على ذلك هو: أن كل حرب دخلها النبي صلوات الله عليه وآله كانت دفاعية لا هجومية، كمعركة بدر وأحد وغيرها، هذا أولا، كما أن الإسلام في حينه حديث عهد، والحديث يكون ضعيفا في البداية، فاذا لم يُبدِ جانبا من القوة والشدة في مواجهة التحديات، فسوف يطمع أعداؤه بالقضاء عليه، لذا فان الاسلام قد اعتمد مبدأ الجهاد، لا ليعتدي على الاخرين، ولكن ليدافع عن نفسه.
وللجهاد فوائد غير الذي ذكرنا، نورد منها المهم: 
1. إذا علم الكفار والمنافقين بجهوزية المسلمين واستعدادهم للدفاع عن أنفسهم، خافوهم وتجنبوا مواجهتهم، وهنا يتحقق السلام.
2. يكونون أقرب لدفع الجزية في حالة رفضهم دخول الاسلام.
3. يتجنبون دعم وإعانة الكفار الاخرين ضد المسلمين.
4. ربما يخفف الخوف من عنادهم ويدفعهم الى اعتناق الاسلام.

اقسام الجهاد
والجهاد قسمان 
1. جهاد دفع، أي دفاع عن النفس، وهذا ما لا شك في مشروعيته لدفع الأذى والخطر عن المسلمين وأرضهم، ((أُذِن للذين يقاتَلون بأنهم ظُلِموا وأن الله على نصرهم لقدير)) (الحج - 39).
2. جهاد طلب، والمقصود منه ازالة موانع الطغاة أمام دعوة الناس للإسلام، ثم بعد أن يُعرضُ الاسلام عليهم، لهم أن ُيسلِموا، ولهم أن يبقون على دينهم، وهذا أيضا أمر مشروع.

لماذا حارب الاسلام الروم والفرس؟ 
وجواب ذلك هو أن الروم والفرس إمبراطوريتان كبيرتان وقويتان ومجاورتان، ولهما أطماع في الاستيلاء على الاراضي العربية والإسلامية، لذا وجب ردعهم ووأْد احلامهم التوسعية بمفاجأتهم والهجوم على معاقلهم، لأن الهجوم الاستباقي هو أفضل وسائل الدفاع، كما يقول الخبراء العسكريون، ويسمى بالحرب الاستباقية التي من شأنها أن تحد من نوايا وخطط العدو المستقبلية للعدوان، وعرفنا فيما سبق أن الإسلام - فيما عدا الموارد التي ذكرناها - لا يؤمن بالحرب والقتل والخراب، ولا طمع له في ثروة أحد، وأن ما خاض من حروب كانت جميعها دفاعية لا هجومية. 

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م