7 ذو القعدة 1445 هـ   15 أيار 2024 مـ 3:46 صباحاً كربلاء
سجل الايام
القائمة الرئيسية

2018-01-02   1956

مفهوم الإسلام

الإسلام دين توحيدي خُتمت به الشرائع والرسالات، والإسلام لفظا إنما هو الإقرار والتسليم، والتسليم هو طاعة الله ورسوله وأولياءه، وبصفة اعم هو "الإقرار بجميع الطاعة الظاهر الحكم والأداء له، فإذا أقر المقر بجميع الطاعة في الظاهر من غير العقد عليه بالقلوب فقد استحق اسم الإسلام ومعناه، واستوجب الولاية الظاهرة، وإجازة شهادته، والمواريث، وصار له ما للمسلمين، وعليه ما على المسلمين".
والإسلام هو الصبغة الإنسانية التي تستوجب "أمن من علقه وسلم من دخله وعقله"، والأهم من كل هذا أنه خلاصة ما خصه الله لخلقه ومنتهى ما نفعتهم به تشريعاته، لأن في اسمه لهم سلامة وجماع كرامة ولا تفتح الخيرات إلا بمفاتيحه، ولا تكشف الظلمات إلا بمصابيحه، تأتلف فيه القلوب وتتأخى عليه الإخوان.
ونظرا لأزلية هذا التشريع فقد عُد أمنع المعاقل التي تجّبُ ما قبلها ولم يؤاخذ بما فعل المسلم به قبل اعتناقه على عكس ما لو أخطأ أو اساء ـــ بعد اسلامه ـــ فأنه يؤاخذ بالأول والآخر من اعماله.
وليس الاسلام مجرد لقلقة حروف ولا مظهر لسلوك محدد، بل ولا حتى إيمان قلبي وجداني فقط، إنما هو اعمق واشمل، بل وجامع لكل ذلك وأكثر؛ بما تحتوى به الجوارح وتملئ الجوانح، حتى أنه عرف بالتسليم الذي هو التصديق، والأخير هو اليقين، واليقين هو الأداء، والأداء هو العمل، وبذلك فأن معتنق الإسلام انتقل بروحية الإسلام لتطبيقاته العملية وهذا أسّر أسرار ديمومته وأزليته، حيث إن انقياد المرء لخالقه وقبول ما يكلفه به خضوعا لا متناهيا له؛ هو لب الإسلام الذي يتمظهر بمظاهر أخرى تشكل في مجملها اخلاقيته التي سنتحدث عنها في باب اخلاقيات الإسلام. 
ويهدف الإسلام الى تحرير الإنسان عما سوى العبودية للواحد الأحد الذي أثبتنا في باب "لماذا الله؟" حاكمية وجوده وحكومته بعبوديتنا له، وبذلك رفع شعاره الخالد " لا إله الا الله ...... "، وجعل هذه الواحدية حاكمة على كليات الوجود، ومن باب أولى؛ محققة للعدالة المطلقة التي هي ناموس هذا الدين ودليل انتظامه وتنظيمه لشؤون العباد.

مفهوم الإٍسلام

مفهوم الإٍسلام

جميع الحقوق محفوظة لموقع (الإسلام ...لماذا؟) - 2018 م